كيفية تحديد الاحتياجات التدريبية موضوع هام يجب على كل المؤسسات معرفته لتطويرها في السوق وتطوير موظفيها وتحقيق الأهداف الشاملة لها؛ حيث أن أمر تطوير الموظفين عملية داخلية ضرورية باعتبارهم عصب إقامة المؤسسات ونهضتها، ونظراً لضيق الوقت لديهم؛ من الأفضل دائماً تحديد أولويات التدريبات التي يحتاجونها ليحصلوا على أفضل المهارات في أقل وقت ممكن.
ما هي الإحتياجات التدريبية وأهميتها؟
تعرف الاحتياجات التدريبية على أنها عملية دراسة الفجوة بين أهداف المؤسسة العامة لفترة زمنية محددة والمهارات السلوكية والمعرفية للموظف المتواجد بداخلها ومن ثم وضع الخطط والأهداف لتطوير تلك المهارات، وتكمن أهمية الاحتياجات التدريبية في:
- تحسين كفاءة الأداء للموظفين وبالتالي زيادة الإنتاجية ورفع جودة العمل.
- وضع الخطط اللازمة لتوسيع وتطوير المؤسسة من خلال دراسة أهدافها ومعرفة المتطلبات الأساسية للموظفين لمساعدتهم في تحقيق تلك الأهداف.
- تحسين الجانب النفسي لدى الموظف وتحقيق عملية الرضا الداخلي لديه من خلال رؤيته لاهتمام المؤسسة به ومساعدتها له في تطوير ذاته وتحقيق أهدافه وأهدافها.
- إنجاز المهام بكفاءة ودقة عالية وتقليل الأخطاء الناتجة عن طريق تقديم التدريبات المناسبة للموظفين وتزويد مهاراتهم التشغيلية.
- معرفة آخر التطورات والمتغيرات في سوق العمل ومساعدة الموظفين على التكيف معها وتأهيلهم بالشكل المناسب.
- خلق ميزة تنافسية أفضل في سوق العمل عن طريق الدراسات التي يتم إجراؤها والبيانات التي يتم جمعها وتحليلها.
- تحقيق مفهوم الاستدامة طويل الأمد من خلال الاهتمام بوضع خطط تطوير مستقبلية قادرة على إنتاج جيل جديد من الموظفين القياديين.
- توفير الوقت والمجهود والتكاليف اللازمة لجلب موظفين جدد، وبديلاً عن هذا يتم تدريب الموظفين الحاليين بما يتماشى مع أحدث الطرق للتأهيل والتكيف مع سوق العمل الحالي وسد الفجوات التي تعوق تحقيق أهداف المؤسسة.
- ترسيخ عملية التواصل الفعال بين الأشخاص في المؤسسة وتعزيز روح التعاون والعمل الجماعي وبالتالي زيادة الإنتاجية العامة ورفع كفاءة الأداء.
أنواع الإحتياجات التدريبية
هناك العديد من الأنواع التي يمكن على أساسها تصنيف الاحتياجات التدريبية، ومن أمثلتها:
المدى الزمني
وتقسم إلى:
- قصيرة المدى: وتختص بدراسة الاحتياجات التدريبية التي يمكن تحقيق نتائجها على المدى القريب، مثل التدريب على مهارة معينة لحدث قادم أو إقامة ورشة عمل.
- طويلة المدى: تختص أكثر بتحقيق الأهداف الاستراتيجية العامة للمؤسسة وذلك على المدى البعيد، مثل إقامة برامج إعداد القادة أو تطوير الكفاءة بتعمق.
المحتوى
وتقسم إلى:
- احتياجات تدريبية تقنية فنية: وتهتم بتطوير الجانب التقني والمعرفي لدى الموظفين، مثل التدريب على استخدام البرامج التكنولوجية.
- احتياجات تدريبية إدارية: وتهتم بالتدريب على تطوير الجانب الإداري والقيادي لدى الشخص، مثل التدريب على كيفية استغلال الأوقات واتخاذ القرارات.
- احتياجات تدريبية سلوكية شخصية: وتهتم ببناء الجانب الشخصي للموظف، مثل التدريب على مهارات التواصل الفعال والتطورات الشخصية.
الهدف
وتقسم إلى:
- تطوير وظيفي: وتهدف إلى تطوير الموظف من أجل تحسين مكانته داخل المؤسسة ورفع قيمته المهنية، مثل التدريبات المختصة بتدريب الموظفين على الاستعداد للترقية أو شغل مناصب أو مسؤوليات أكبر.
- إحلال وظيفي: وتهدف إلى تطوير الموظف لجعله يتولى مكانة أخرى بدلاً من شخص آخر، مثل التدريب على تولي مكانة شخص تقاعد أو ترك العمل لأي سبب.
- تغيير: وهي عبارة عن احتياجات متعلقة بتطوير الموظفين لمواكبة التغيير في أي جانب، مثل مواكبة التغير التكنولوجي.
الجمهور المستهدف
وتقسم إلى:
- الموظفين الجدد: تحديد التدريبات اللازمة للموظفين الجدد ليكونوا على استعداد تام لأداء المهام المطلوبة بكفاءة وجدارة، مثل تدريبهم على السياسات الخاصة بالشركة وثقافة العمل داخلها.
- ذوي الخبرة: تحديد التدريبات اللازمة للموظفين الحاليين ليكونوا أكثر خبرة بالعمل داخل المؤسسة و إمدادهم بالمهارات الإضافية.
- القادة والمدراء: تحديد التدريبات الموجهة للإداريين الكبار لتحفيزهم على إدارة التغيير بكفاءة وتطوير مهارات القيادة لديهم ليكونوا أكثر فعالية.
البيئة
وتقسم إلى:
- داخل مكان العمل: تقديم التدريبات اللازمة للعمل داخل البيئة المؤسسية بفعالية.
- خارج مكان العمل: وتشمل العمل عن بعد أو العمل من مقرات أخرى غير مقر المؤسسة، فيقوم المختص بتحديد التدريبات اللازمة لجعل الموظفين أكثر كفاءة لتولي مثل تلك المهام.
أسلوب التدريب
وتقسم إلى:
- رسمية: تشمل التدريب على البرامج المنظمة، مثل التدريب الأكاديمي أو الشهادات المهنية.
- غير رسمية: تشمل التعلم غير الرسمي من البيئة المحيطة وغيرها، مثل التعلم من زملاء العمل أو البرامج التوجيهية.
الهدف الزمني للأداء
وتقسم إلى:
- وقائية: تحديد احتياج الموظفين للتدريب على مواجهة المشكلات المستقبلية.
- علاجية: وتشمل تحسين مهارات الموظفين لسد الفجوات الحالية لديهم.
أهمية تحديد الاحتياجات التدريبية
يعد معرفة كيفية تحديد الاحتياجات التدريبية أمر هام، لأنه يعمل على:
- خلق فرص جديدة لتطوير الموظفين وتعزيز مهاراتهم وسد الفجوات المتواجدة لديهم في الوقت الحالي.
- معرفة التدريبات اللازمة لسد احتياجات الشركة ودعم تطوير الأهداف والأشخاص معاً.
- عمل دراسة كاملة للميزانية من خلال تحديد التدريبات ذات الأهمية القصوى ومن ثم باقي التدريبات، مع وضع العين في الاعتبار للتكلفة الكلية لتلك التدريبات ومناسبتها مع ميزانية الشركة.
- حسن توجيه البرامج التدريبية ومعرفة نقاط القوة والضعف أثناء تقديمها لجعلها تسلك المسار الصحيح نحو تحقيق الأهداف.
- الوقاية من الأثر الرجعي السلبي لنقاط الضعف لدى الموظفين وتجنب عمل صورة سيئة للشركة في السوق.
- وضع الخطط الفعالة بدقة للتدريب وفق الاحتياجات على المدى القريب والبعيد.
- التحديد الدقيق للموظفين الذين يحتاجون بالفعل إلى الجلسات التدريبية ووضع خطط التدريب لهم.
- تسهيل عملية التقييم للبرامج التدريبية المقدمة ومعرفة مدى قدرة تلك البرامج على تحقيق أهداف المؤسسة.
- زيادة معدلات الربح عن طريق تحسين أداء الموظفين وزيادة الإنتاجية ورفع كفاءة جودة المنتجات والخدمات التي تقدمها المؤسسة.
كيفية تحديد الاحتياجات التدريبية في خطوات بسيطة
هناك العديد من الطرق التي تستخدمها المؤسسات لدراسة الاحتياجات التدريبية، ولعل أبرز تلك الطرق 3 نقاط أساسية، وهي:
عملية التحديد
وتشمل تلك العملية الدراسة الكاملة للأوضاع الحالية للمؤسسة ومعرفة الأهداف الصغرى والكبرى التي تسعى لتحقيقها ومن ثم تحديده بدقة ومعرفة المهارات والقدرات التي يجب تقديمها للأشخاص مع تحديد النقاط الأساسية التي ستبنى عليها الجلسات التدريبية وتحديد الجمهور المستهدف من الأفراد ومجالات التدريب المطلوبة وتحديد الأولويات فيها.
عملية التحليل
وتشمل تلك العملية جمع المعلومات من عملية التحديد ومن ثم تحليلها بدقة ووضع الخطط اللازمة عن طريق تحليل المؤسسة ككل وتحليل المتطلبات والتحليل الذاتي للموظفين.
عملية التقييم
وتشمل هذه العملية تقييم الأداء بشكل كلي والوقوف على نقاط القوة والضعف وتطوير الجلسات التدريبية – إذا لزم الأمر-، وكذلك عمل الاستبيانات والتقارير لقياس الأداء بشكل دقيق وفعال.
وفي الختام، إن معرفة كيفية تحديد الاحتياجات التدريبية هو فرصة للحصول على قياسات منضبطة لتحقيق أهداف مؤسستك من الوهلة الأولى، فكن دائماً على اطلاع بأحدث المستجدات التدريبية لمواكبة احتياجاتك.
اطلب حقيبتك التدريبية من مسار
الأسئلة الشائعة
هل هناك شخص بعينه يمكنه تحديد الاحتياجات التدريبية؟
عادة ما يتعاون الجميع لتحديد الاحتياجات التدريبية من رؤساء ومديرين وفريق الموارد البشرية والموظفين أنفسهم.
ما هي العوائق المحتملة لتحديد الاحتياجات التدريبية؟
هناك العديد من العوائق التي يلزم التغلب عليها، ومن أمثلة تلك العوائق: عدم دراسة البيانات بشكل دقيق أو توافرها بشكل صحيح، وأيضاً سوء التواصل بين الموظفين والإداريين، وعدم توافر ميزانية مناسبة لسد المتطلبات، وغير ذلك من المعوقات.
هل من الممكن تحويل الاحتياجات التدريبية إلى برامج وجلسات تدريبية؟
نعم؛ حيث أنه بعد الدراسة المتأنية لتحديد الاحتياجات التدريبية يمكن وضع خطة التدريب المناسبة وتحديد الأهداف بشكل دقيق لسد الفجوة.
ما هو دور التقييم في معرفة مدى تطابق الاحتياجات التدريبية مع البرامج التدريبية؟
من خلال التقييم يمكن قياس ومعرفة مدى نجاح سير الخطة الموضوعة في الجلسات التدريبية وتحقيق الأهداف وسد الفجوة التدريبية.
ما هو دور التكنولوجيا في عملية تحديد الاحتياجات التدريبية؟
للتكنولوجيا دور في تحليل البيانات بدقة وإنجاز الاستبيانات بطريقة مطورة وعمل التقييمات وذلك عن طريق مواقع وتطبيقات خاصة.